للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويزعم - وبئس ما زعم - أن ما يقذف في القلوب عن طريق الكشف والفيض في النفوس الخالية من العلم بالكتاب والسنة، هو الميزان الذي توزن به نصوص الكتاب والسنة.

فما وافق ما فيها قُبل ويؤمن به على ظاهره، وما خالفها فإن ظاهره باطل يجب تأويله حيث قال:

"وحد الاقتصاد ... دقيق غامض لا يطلع عليه إلا الموفقون الذين يدركون الأمور بنُور إلهي لا بالسماع١، ثم إذا انكشفت لهم أسرار الأمور على ما هي عليه نظروا إلى السمع والألفاظ الواردة، فما وافق ما شاهدوه بنُور اليقين قرروه وما خالف أولوه، فأما من يأخذ معرفة هذه الأمور من السمع المجرد فلا يستقر له فيها قدم، ولا يتعين له موقف"٢.

ومع زعمه أن تعلم القرآن الكريم ليس طريقا للمعرفة وتحصيل العلوم فإنه يرى أنه ليس من الأذكار التي تفيد في تزكية النفوس وصقلها.

وقد أورد في كتابه: [ميزان العمل] نصيحة مُقَدَّم فيهم مَنَعَه من قراءة القرآن ودله على ملازمة الأذكار المبتدعة.

كما يزعم أن القرآن يشغل المريد بذكر الجنة، والمريد الذاهب


١ يقصد بالسماع هنا: نصوص الكتاب والسنة، كما عبر عنها أيضا بلفظ: "السمع"، "الألفاظ الواردة"، ولفظ السماع غالبا ما يطلق في اصطلاحات المتكلمين والمتصوفة ويراد به الغناء بإنشاد الأشعار الملحنة مع الدفوف ونحوها.
٢ إحياء علوم الدين، (١/١١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>