للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون اختيار واصطفاء من الله لمن يُعطى النور أو يحرم.

وواضح من المشبه به وهو المصباح أن نُوره طارئ بفعل غيره، لا يتقد ويضيء إلا إذا أوقد وأشعل وقد توفرت الفتيلة الصالحة والوقود الجيد.

فالله سبحانه شبه نُوره: بمشكاة فيها مصباح، وهم شبهوه: بانعكاس في مرآة١، وفرق كبير بين التشبيهين.

والحق بلا شك هو ما ورد عن رب العالمين خالق الإنسان ومعطي النور، وما خالفه فهو الباطل قطعا.

وهذا الاعتبار - والله أعلم - هو الذي جعل أبا حامد الغزالي يلجأ إلى تزييف آخر أقرب بزعمه إلى صورة المثل إلا أنه أبعد في الضلال. "نعوذ بالله من الخذلان".

ورد ذلك في كتابه الذي خصصه للكلام على هذا المثل من سورة " النور " {مثلُ نُُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} وأسماه: [مشكاة الأنوار]

وزعم فيه أن في قلوب الناس نُورا هو جزء من نُور الله.٣


١ انظر: مختصر إحياء علوم الدين للغزالي، ص (١٤٧) مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤٠٦ هـ.
٢ تقدم التعريف بالكتاب ص (٣٣٣، ٣٣٤) المتن والهامش.
٣ انظر: مشكاة الأنوار ص (٦٠) ، وانظر: تصدير المحقق، ص (١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>