للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل مثل:

فمنهم من يرى أن مثل السراب للدعاة إلى كفرهم الذي يحسبون أنهم على شيء من الأعمال والاعتقادات، ومثل الظلمات للمقلدين لأئمة الكفر الصم البكم الذين لا يعقلون.١

ومنهم من يرى أن مثل السراب لحال المغضوب عليهم، والظلمات لحال الضالين.٢

ومنهم من يرى أن مثل السراب لأهل البدع والأهواء الذين عملوا على غير علم ولا بصيرة بل على جهل وحسن ظن بالأسلاف وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ومثل الظلمات: لأصحاب العلوم والنظر والأبحاث التي لا تنفع.٣

وليس الغرض استقصاء أقوال المفسرين والعلماء في بيان المعنى المضروب له المثلان، وإنما ذكر بعض النماذج التي تبين اختلاف عباراتهم في ذلك، مما يبرز الحاجة إلى تحرير المقصود بالمثلين ليتضح معناهما، وتتم الاستفادة والاعتبار بهما.

تحرير الغرض الذي ضرب له المثلان:

إن تحديد الغرض الذي ضرب له المثلان يحتاج إلى نظر في المعطيات


١ انظر: تفسير القرآن العظيم، (٣/٢٩٦) .
٢ انظر: الأمثال في القرآن الكريم، لابن القيم، ص (١٩٦) .
٣ انظر: الأمثال لابن القيم، ص (١٩٦، ١٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>