الثالث: تقدير الأعمال لبيان مراتب المؤمنين، أو دركات الكافرين، وهذا النوع لا يكون فيه إلا نوع واحد من الأعمال، إما الحسنات فقط بالنسبة للمؤمنين الأبرار، أو السيئات فقط بالنسبة للكافرين ويكون تقديرها بالموازين المناسبة، كما قال اللَّه تعالى:{وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ} ١.
فالجمع:{مَوَازِينَ} قد يكون باعتبار تعددها، وقد يكون باعتبار تنوعها. واللَّه أعلم.
وخلاصة هذه الفائدة:
أن المثل جاء في ختامه بقوله:{وَوَجَدَ اللَّه عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّه سَرِيعُ الحِسَابِ} ببيان لحساب اللَّه لهذا الصنف من الكفار، وأنهم يختلفون باعتبار دوافعهم وأحوالهم، من حيث شدة الكفر أو ضعفه، أو وجود ما قد يعذرون به من عدمه، وأنه سبحانه سوف يحاسب الجميع، ويوقفهم على أعمالهم، ويجازيهم عليها بما يستحقون، على حد قوله تعالى: {لاَ