للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبكل حال فليس ما ضرب له هذا المثَل هو مماثل لما ضرب له هذا المثَل، لاختلاف المثَلين صورة ومعنى، ولهذا لم يضرب للإِيمان إلا مثل واحد، لأن الحق واحد، فضرب مثله بالنور، وأولئك ضرب لهم المثَل بضوء لا حقيقة له، كالسراب بالقيعة، أو بالظلمات المتراكمة"١.

٣- أن هذا المعنى يتفق مع ما تقدم٢ من دلالة السياق، وألفاظ المثَلين، والنتيجة المستخلصة من ذلك، من أن كل مثل ضرب لبيان أعمال فريق من الكفار.

وعلى هذا تتظافر الدلائل المستفادة من: السياق، ومن التأمل في ألفاظ المثَلين، ومن المعطيات اللغوية على إفادة أن كل مثل ضرب لبيان أعمال فريق من الكفار وما يتصل بها من أحوالهم.

قوله: {كَظُلُمَاتٍ} .

الكاف: أداة تشبيه، ومحلها في الإعراب: الرفع لكونها معطوفة على الكاف في {كَسَرَاب} وهذه الأخيرة خبر المبتدأ الذي هو أعمالهم.٣ وتقدير الكلام:

والذين كفروا أعمالهم كسراب ... أو هي كظلمات ...


١ مجموع الفتاوى، (٧/٢٧٨) .
٢ انظر: ص: (٤٥٨) .
٣ انظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد، (٣/٦٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>