للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غشيه، أي ستره. والغشاوه ما يغطي به الشيء"١.

والضمير في {يَغْشَاهُ} : " لصاحب الظلمات أو للبحر"٢.

ويحتمل أن يكون: للمكان الذي فيه المشبه به. المدلول عليه بقوله: {فِي بَحْرٍ لّجّيّ} : أي في مكان ما من البحر اللجي، كما تقدم.

والقول أن الضمير يعود على البحر فيه نظر، وذلك أن الموج داخل البحر، وجزء منه، والغشيان هو التغطية، والموج لا يغطي البحر وإنما يتردد فيه.

والقول أن الضمير لصاحب الظلمات، جيد إلا أنه لم يتقدم ما يشير إليه في السياق، وإن كان سيأتي بعد في قوله: {إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} . لذلك فالأقوى أن الضمير يعود على المكان الذي حدد في قاع البحر العميق والذي هو مسرح المثَل. وهو يتضمن صاحب الظلمات إذ هو فيه.

فتكون جملة: {يَغْشَاهُ مَوْجٌ} صفة للمكان الواقع فيه المشبه به صاحب الظلمات في قاع البحر.

فالسياق يبين المكان الذي يقع فيه المشبه به وما يعتريه من أسفل إلى أعلى.


١ المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني، (٣٦١) .
٢ الفريد في إعراب القرآن المجيد، (٣/٦٠٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>