للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليه فالأنسب - واللَّه أعلم - تفسير البحر اللجي بما يتناسب مع ما فسرت به الأمواج، حيث إنها من جنس واحد فالكل ماء. والبحر كلٌ والأمواج أفراده، فيكون تفسير "البحر اللجي": بما يفيد عمق كفر وضلال ذلك الكافر وسعته. وأنه مغمور ببحر من الظلمات تتلاطم فيه أمواج الضلال والفساد والجهالات والشرور.

وإن كان المراد أن قلب الكافر يقابل ذلك المكان الكائن في عمق البحر اللجي تحت الموج الباطني - الذي يدور السياق حول بيان شدة ظلمته، والمقدر فيه الذي إذا أخرج يده لم يكد يراها - فهو تفسير مناسب تماماً لتطابق الممثّل به والممثّل له.

وذلك أن ذلك المكان في قعر المحيط يغمره الماء - ماء البحر المالح - من داخله ومن خارجه. وكذلك قلب الكافر تغمره الضلالات والكفر والجهالات من داخله وخارجه. فاعتقاده وعمل قلبه كفر وضلال، وعمله الظاهر وأقواله كفر وضلال، وتغشاه أمواج الفتن والفساد، وتيارات الكفر والإِلحاد من كل مكان.

الأمر الثاني: تحديد ما يقابل الشخص المقدر وجوده في ذلك المكان في قوله تعالى: {إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} .

مما تقدم تبين أن البحر اللجي يقابله: بحر الكفر والضلال والجهالة التي يتقلب فيها الكافر.

وأن المكان الكائن في قعر البحر تحت الأمواج يقابله: قلب الكافر،

<<  <  ج: ص:  >  >>