للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه الجملة {وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} إثبات لفعل اللَّه سبحانه في إضلالهم، ومنعه النور عنهم، بما ضُرِب عليهم من الختم والطبع والغشاوة.

وسيأتي بيان ذلك في فوائد المثَل إِن شاء اللَّه تعالى.

خلاصة صورة الممثّل له:

دل المثَل على تصوير حال قسم من الكفار، أحاطت بهم الظلمات من كل جانب، فقلوبهم مغمورة في بحر عميق واسع من الجهالة والكفر والضلالة والفساد، مظلمة ظلمة تامة. بعيدة جداً عن مصدر الهدى والنور الإِلهي. بسبب حُجُب حجبتها عنه، من أهمها: ظلمة الجهل الناتج عن التكذيب والإعراض عما أنزل اللَّه من الآيات البينات، وظلمة أعمالهم الكفرية الضالة القولية والفعلية، وظلمة ضربت عليها من اللَّه، حيث ختم على قلوبهم وأسماعهم، وجعل على أبصارهم غشاوة، جزاءً موافقاً لما تلبسوا به من الإعراض والكفر والضلال.

وأنهم في ظلمات بعضها فوق بعض، ومتوقف بعضها على بعض. وذلك أن ظلمة القلوب وعماها انعكس على أعمالهم فأظلمها. وظلمة الأعمال حجبت عن قلوبهم أنوار الهداية. والختم والطبع الذي حصل لهم إنما هو بسبب إِعراضهم وتماديهم في الغي والكفر.

وأنهم مع ما هم فيه من الظلمات والضلال والغي والعمى، في

<<  <  ج: ص:  >  >>