للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- أن الله ضرب مثلين بعد النهي عن ضرب الأمثال له سبحانه، فهو - سبحانه - جاء بمثلين من الحق بعد أن نهاهم عن الأمثال الباطلة ففيه دلالة لمن قال: إن المراد من النهي هي الأمثال القولية التي تضرب للبيان أو المحاجة.

واختلفوا في المراد بالنهي عن ضربها، وأشهر أقوالهم في ذلك قولان:

(الأول) من قال إن الله نهى عن ضرب الأمثال له مطلقاً.

وقالوا إن النهي معلل بعدم علم الناس، حيث قال: {وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} فمن ضرب لله مثلا فإنه يكون عن غير علم.

قال الراغب الأصفهاني - رحمه الله -: "وقد منع الله تعالى عن ضرب الأمثال بقوله: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ} ثم نبه أنه قد يضرب لنفسه المثَل ولا يجوز أن نقتدي به"١.

وقال أبو بكر بن العربي - رحمه الله -: "وقد ضرب الله الأمثال لنفسه على وجه بديع.... ولم يأذن لأحد من الخلق فيه، وقال: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ} "٢.


١ المفردات في غريب القرآن، (ص ٤٦٢) .
٢ أحكام القرآن، (٣/١١٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>