للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَيْءٌ} رد للتشبيه والتمثيل، وفي قوله: {السَّمِيعُ البَصِيرُ} : رد للإلحاد والتعطيل"١.

وعلى هذا فالألفاظ المثبتة لصفات الله في نصوص الكتاب والسنة، تدل على ثبوت الصفات على ما يليق بالله، بحقائق لا تماثل صفات المخلوقين.

ومن فهم منها ما يماثل صفة المخلوق فهو مخطئ، ومن زعم أنها لا تدل إلا على ذلك فهو ضال.

قَال الإمام نعيم بن حماد٢ - رحمه الله -: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها"٣.

فطريقة أهل العلم الراسخين - المقتدين بالسلف الصالح والأئمة المهديين - أنهم يثبتون ما أثبت الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق به، وتنزيهه عن مماثلة المخلوقات، ولا يضربون له الأمثال


١ الرسالة التدمرية، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص (٤) .
٢ الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد بن معاوية المروزي، إمام في السنة. ألف كتاب الفتن، ثبت في محنة القول بخلق القرآن، ومات في السجن سنة ٢٢٩ هـ.
انْظر: سير أعلام النبلاء (١٠/٥٩٥) ، والبداية والنهاية (١٠/٣١٥) .
٣ نقلا عن: الفتوى الحموية الكبرى، لابن تيمية، ص (٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>