للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الأول من سياق سورة "الروم".

والقضية التي يتحدث عنها السياق بين آيتي البدء والختام هي الأمر بملازمة الدين القيم، وبيان أن الدين القيم هو الذي يقوم على عبادة الله والإخلاص له فيها، ومجانبة الشرك، وذكر بعض ما يتصل بذلك.

ثم استمر السياق يناقش القضيتين اللتين وقع فيهما مشركو العرب وجادلوا فيهما النبي صلى الله عليه وسلم واللتين ركزت عليهما السورة، وهما:

١- اتخاذهم الأنداد والشركاء لله في العبادة.

٢- إنكارهم البعث بعد الموت.

وذلك بذكر وعيد شديدٍ لهؤلاء المشركين يوم القيامة، وذكر مزيد من الأدلة على قبح الشرك.

فتفرد الله بالربوبية والإنعام، ومقابلة ذلك بعبادة غيره قبيح في العقول السليمة.

ثم أعاد أول دليل ذكره في أول السورة على إمكان البعث وهو الجاري على قياس التمثيل حيث إنه أسهل القياس، ويشاهده كل الناس.

وقد جمع الله بين دليل البعث والذي قبله في آيات بديعة، حيث قَال- سبحانه -: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>