فاسم الله العزيز يدل على كمال قوة الله تعالى، وامتناعه بنفسه سبحانه، وخضوع جميع المخلوقات لقهره، وتدبيره، يفعل فيها ما يشاء ويختار لا يعجزه شيء، ولا معقب لحكمه ولا رادّ لقضائه، فهو سبحانه يُدبِّر ولا يُدَبر، يُجري ما شاء على من شاء ولا يمتنع من أمره، ولا يتعقبه في حكمه أحد، فسبحانه لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
الحكيم: اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على اتصاف الله تعالى بالحكمة في شرعه وقدره، والحكم بين المخلوقات.
قَال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -: "أي هو تعالى {الحَكِيمُ} : الموصوف بكمال الحكمة، وبكمال الحكم بين المخلوقات. فالحكيم هو واسع العلم والاطلاع على مبادئ الأمور وعواقبها. واسع الحمد تام القدرة عزيز الرحمة. فهو الَّذِي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في خلقه وأمره. فلا يتوجه إليه سؤال، ولا يقدح في حكمته مقال.
وحكمته نوعان: أحدهما الحكمة في خلقه. فإنه خلق الخلق بالحق ومشتملاً على الحق. وكان غايته والمقصود به الحق. خلق المخلوقات كلها بأحسن نظام، ورتبها أكمل ترتيب، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق
١ الحق الواضح المبين، في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين، ص (٤٤) .