للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- أن الأصل إجراء الألفاظ على ظواهرها، إلا إذا تعذر ذلك، ومعلوم أن الَّذِي دفع العلماء إلى تفسير "أهون" بهيّن، هو خوف توهم أن من الأفعال ما هو أهون على الله من بعض، وظنهم أن لا مخرج من ذلك إلا بتفسيرها بذلك.

وحيث يوجد تفسير تجرى عليه "أهون" على بابها، ولا يلزم منه ذلك المحذور، ويكون أبلغ في الحجة فهو الأولى، وسيأتي بيان هذا المعنى فيما يأتي.

القول الثاني: أن (أهون) على بابها للتفضيل، ويكون المعنى: "وإعادة الخلق بعد فنائهم أهون عليه من ابتداء خلقهم"١ وورد هذا التفسير عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة٢ - رحمهم الله -.

ونص بعضهم على أن بداية الخلق، وإعادته كلاهما هين على الله تعالى. لكنهم لم يفصلوا المعنى الَّذِي تُجرى فيه "أهون" على بابها للتفضيل، ولا يترتب عليه التزام أن أحد الفعلين أهون من الآخر على الله تعالى٣.

وتفسير "أهون" بما يفيد التفضيل، يحتمل أمرين:

١- أن يكون في أفعال الله تعالى ما هو هين، وما هو أهون، وأن


١ جامع البيان، لابن جرير، (١٠/١٧٩) .
٢ المصدر السابق، (١٧٩، ١٨٠) .
٣ نفس المصدر والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>