وهذه الآية وردت في سورة "لقمان" لتزيل مثل هذا الوهم الَّذِي قد يفهم من قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} في سورة "الروم" التي تأتي قبلها في ترتيب المصحف.
٢- أن المراد أن إعادة الخلق أهون على الله من بدايته في نظر المخاطبين، وما استقر في عقولهم من أن إعادة الفعل أهون على الفاعل من ابتدائه.
فتكون جملة "وهو أهون عليه" استدلال وإلزام لهم بحجة عقلية يُقرّون بها.
وهذا المعنى الَّذِي يحتمله القول الثاني يعود إلى القول الثالث الَّذِي جاء وقت الكلام عليه.
القول الثالث: أن "أهون" على بابها للتفضيل، وأنها تدل على أن إعادة الخلق أهون وأيسر على الخالق من ابتدائه، ولكن ليس باعتبار فعل الله، وإنما باعتبار حكم المخاطبين وما استقر في أفهامهم وما يعقلونه من أفعالهم، حيث يقرون بأن من ابتدأ خلق شيء فإن إعادته مرة أخرى أهون وأيسر عليه، ومعلوم أن الحجة العقلية يجب أن تبدأ من أمر مسلَّم به عند المتحاجّين.