للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما تقدم.

٢- دلالته على معنى صحيح، وحجة عقلية واضحة، وذلك هو الأنسب في خطاب المكذبين، حيث تورد القضية التي لا يقرّون بها مع دليلها.

٣- كثرة من قال به من المفسرين.

دلالة الآية على حجة عقلية:

إن البراهين العقلية لا بدّ أن تبدأ من مقدمات يُقرُّ بها المخالف، يُنقل منها عن طريق الإلزام إلى الإقرار بما ينكره، على مبدإِ المساواة بين المتماثلات، والتفريق بين المختلفات، وتسرية الحكم إلى المماثل الذي تحقق فيه الوصف المؤثر، وكون الأكمل في الوصف هو الأولى بالحكم١.

وهذه الحجة - التي دل عليها قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} - تضمنت أمرين يُقرُّ بهما المنكرون للبعث من كفار العرب. كما تضمنت الدعوى التي ينكرونها وهي: أن الله يعيد بعث الناس بعد موتهم.

الأمر الأول الَّذِي يقرون به هو الحكم، وهو كون القادر على صنع شيء تكون إعادة صنعه عليه أهون، وهذا مستقِر عند جميع العقلاء.


١ تقدم في الكلام على القياس. انظر: ص (١٠٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>