(٢) وذكر أيضًا: أنهم ابتدعوا ألفاظا ومعاني، وجعلوها هي الأصل المعقول المحكم الذي يجب اعتقاده والبناء عليه، ثم نظروا في الكتاب والسنة فما أمكنهم أن يتأولوه على قولهم، تأولوه وإلا قالوا: هذا من الألفاظ المتشابهة المشكلة التي لا ندري ما أريد بها فجعلوا بدعتهم أصلا محكما وما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فرعا له ومشكلا إذا لم يوافقه. ... والواجب: أن يجعل ما أنزل الله من الكتاب، والحكمة أصلا ثم يرد ما تكلم فيه الناس إلى ذلك، قال: وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين ولا من أئمة المسلمين، لا في رأيهم ولا في تفسيرهم، وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة، إلا وبطلانه يظهر، من وجوه كثيرة، وذلك من جهتين، من العلم بفساد قولهم، ومن العلم بفساد ما فسروا به القرآن.