للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعِندَهُم قِراءَتُها تَفسيرُها (١) وتُمَرُّ كَما جاءَت دَالَّةٌ على ما فِيها مِنْ الْمَعانِي، لا تُحَرَّف، ولا يلحد فيها (٢) .


(١) أي: وعند السلف، قراءة الآيات، الواردة في الأسماء والصفات، هي تفسيرها فتعلم الذات المقدسة، والصفات المعظمة، من حيث الجملة، على الوجه الذي يليق بجلال الله وعظمته ويفهم من قراءتها، معنى ما دلت عليه، وتعتقد حقيقة لا مجازا.
(٢) أي: وتمر آيات الأسماء والصفات وتجري على ظاهرها، وتقر كما جاء في كتاب الله، دالة على ما فيها، من معاني صفات الكمال، ونعوت الجلال لا تحرف أي: لا تبدل ولا تؤول على غير المراد ولا يلحد أي: لا يميل أحد عن الاستقامة في معانيها وإذا قال السلف: أمروها كما جاءت بلا كيف، فإنما نفوا علم الكيفية، ولم ينفوا علم حقائق الأسماء والصفات.
... قال الشيخ: وقد جمع أهل العلم، من أهل الحديث، والفقه والكلام والتصوف، آيات الصفات، وأحاديثها وتكلموا في إثبات معانيها، وتقرير صفات الله التي دلت عليها تلك النصوص لما ابتدعت الجهمية جحد ذلك والتكذيب له، قال: وكل من علم ما جاءت به الرسل، وما يقوله هؤلاء علم أنهم: في غاية المشاقة والمحادة والمحاربة لله ورسله، تأولوا كتاب الله على غير تأويله، فحرفوا الكلم عن مواضعه وألحدوا في أسماء الله وآياته، بحيث حملوها على ما يعلم بالاضطرار أنه خلاف مراد الله ورسوله، كما فعل إخوانهم القرامطة والباطنية.

<<  <   >  >>