للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوبيلاً فضياً، وما يمر خمسون سنة إلا ويتخذون بهذه المناسبة عيداً، إنها السنن!.

ولم تقتصر المشاركة على هذا الحد، بل شاركهم بعض جهال المسلمين في احتفالاتهم التي يقيمونها في كنائسهم ودياراتهم١ التي يزعمون قدسيتها، ومنها دير الخوات وهو يقع بعكبرا٢.

ويكون عيده الأحد الأول من الصوم وفي ذلك يقول الشابشتي٣: " ويجتمع إليه من قرب منه من النصارى والمسلمين، فيعيد هؤلاء ويتنزه هؤلاء، وفي هذا العيد ليلة الماشوش٤ وهي ليلة يختلط فيها النساء بالرجال، فلا يرد أحد يده عن شيء، ولا يرد أحد أحداً عن شيء، وهو من معادن الشراب ومنازل القصف، ومواطن اللهو"٥.

قلت: وهذا هو حال أعياد النصارى وسائر أعياد الكفار عموماً، فمبناها على مثل هذه الليلة الساقطة، وما دعي أولئك إلى المشاركة إلا الخضوع


١ الديرخان النصارى، وهو كنيسة منقطعة عن العمارة تنقطع فيها رهبان النصارى لتعبدهم، وهي نحو المنارة ينقطعون فيها عن الوصول إليهم والدخول عليهم. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١٦/١٠٥) ، ومعجم البلدان (٢/٤٩٥) ، والقاموس المحيط (٥٠٦) .
٢ بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة اسم بليدة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. انظر: معجم البلدان لياقوت (٤/١٤٢) .
٣ هو: علي بن محمد الشابشتي أبو الحسن الندماء، اتصل بالعزيز صاحب مصر فولاه خزينة كتبه واتخذه نديماً وسميراً، توفي سنة (٣٨٨هـ) . انظر: الأعلام (٤/٣٢٥) .
٤ جاء في اللغة: المش، بمعنى الخلط. انظر: القاموس (٧٨١) ، ولسان العرب (٦/٣٤٧) ، مادة (مشش) .
٥ الديارات للشابشتي (٩٣) .

<<  <   >  >>