الأخلاق فتسربت إليها المفاسد وعمتها الدنايا، فصارت سوقاً للفسوق والعصيان ومرتعاً لإراقة الحياء وهتك الحجاب. نعم لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف ويؤلم كل حي، فأجدر به أن يسمى يوم الشؤم والفجور.
ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعة عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبان ونساء، وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء ويفرطون في تناول المسكرات وارتكاب المخازي، فاتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء، في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الاجتماع، فكان شراً على شر ووبالاً على وبال.
تراهم ينطقون بما تصان الأذان عن سماعه ويخاطبون المارة، كما يشاءون من قبيح الألفاظ وبذي العبارات، كأنّ هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون.
فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشئوم ويمنع عياله وأهله وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مواسمهم، والفاسقين الفاجرين في أماكنهم ويظفر بإحسان الله ورحمته. اهـ١.