للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا يوم الجمعة بهيئة بذة فأمرت الناس بالصدقة فألقوا ثياباً فأمرت له منها بثوبين، ثم جاء الآن فأمرت الناس بالصدقة فألقى أحدهما فأنتهره فقال خذ ثوبك " ١.

ويقول ابن القيم عند ذكره لخصائص يوم الجمعة: " إن الصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور " ٢.

فما تقدم يتضح أن جميع الأعياد الشرعية جاء فيها الحث على الصدقة والبر والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، وذلك من أهم الروابط بين أفراد الأمة الإسلامية، فالدين الإسلامي يدعو إلى التكافل والتعاون في كل وقت. وهذا مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ٣.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ٤.

ولا يقتصر مغزى العيد على هذا الحد، بل يتجلى أثره في التكافل الاجتماعي بما يضيفه على القلوب من أنس وعلى النفوس من بهجة وعلى


١ سنن النسائي، كتاب الجمعة، باب حث الإمام على الصدقة يوم الجمعة في خطبته (٣/١٠٦) ، سنن الترمذي، كتب الجمعة، باب ما جاء في الركعتين إذا جاء الرجل والإمام يخطب (٢/١٠٦) .
٢ زاد المعاد لابن القيم (١/٤٠٧) ، ونور اللمعة في خصائص الجمعة للسيوطي (٩٨) .
٣ سورة الحجرات، آية (١٠) .
٤ صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم (١٠،٤٣٨) ، حديث (٦٠١١) ، وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة والأدب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم (٤/١٩٩٩ـ٢٠٠٠) ، حديث (٢٥٨٦) ، واللفظ له.

<<  <   >  >>