للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأجسام من راحة وهو ما يدعو إليه من تجديد أواصر الحب بين الأصدقاء والتراحم بين الأقرباء والتعاون بين الناس جميعاً.

ففي العيد تتقارب النفوس على الود، وتجتمع على الألفة، وفي العيد يتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم، فيجتمعون بعد افتراق ويتصافون بعد كدر، ويتصافحون بعد انقباض، وفي ذلك كله تجديد للصلة الاجتماعية بين الناس على أقوى ما تكون حباً ووفاءً وإخاءً ١.

كما تتجلى قوة البناء الاجتماعي للمسلمين في أداء الصلاة لهذه الأعياد، فصلاة الجمعة والعيدين من أكبر الشعائر الإسلامية التي تعطى القوة للمسلمين أمام الأمم الأخرى.

حيث اجتماع الكلمة بين المسلمين ووجود التآلف والتراحم لاجتماعهم في مسجد واحد، أو مساجد متعددة كما أن فيها معنى المساواة لا التي تترنم بها الأمم الأخرى. حيث يقف المسلم الفقير بجانب الغني بلا فارق ولا تميز ٢ وإنما يكون الفضل بالتقوى كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ٣.

وما أحوج الأمة الإسلامية في أعيادها إلى تطبيق هذه المثل لكي يعيش المجتمع الحياة السعيدة التي تنادي بها الشريعة، وإلى نبذ الخلافات والأحقاد


١ أخلاقنا الاجتماعية. د/مصطفى السباعي (١٧٠) .
٢ انظر: الجمعة ومكانتها في الدين لأحمد بن حجر آل بوطامي (٦٧) .
٣ سورة الحجرات (١٣) .

<<  <   >  >>