للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن صور الاحتفال بها اتخاذ ذلك الخميس موسماً يصنعون فيه أنواعاً من الحلوى ويجعلون فيها الصور المحرمة ويسمونها تعاليق وربما تكلف ذو العيال وأولاده من ذلك ما لا طائل له بعده، ويعتقدون أن ذلك قربة وأنه يثاب بإدخاله السرور على أهله وأولاده.

ومنها إيقاد القناديل والمصابيح الكثيرة في البيوت والطرقات على المساجد والتفاخر فيها، كما يزدحم الناس على إحيائها في المساجد والجوامع، ويقوم أهل القرى لأجلها وتصلى بإمام وجماعة كأنها صلاة مشروعة، وينظم إلى ذلك مفاسد محرمة وهي اجتماع النساء بالرجال في الليل على ما علم من اجتماعهم أنه لابد أن يكون مع ذلك مالا ينبغي وينشأ من المفاسد ما لا يحصى وقد تكون سبباً لاجتماع من لا خير فيه وغير ذلك من الأمور المنكرة ١.

وقد قال باستحسانها بعض العلماء كالغزالي ٢ وابن الصلاح ٣ وغيرهما.


١ انظر: المدخل لابن الحاج (١/٢٩١-٢٩٢) ، وتنبيه الغافلين لابن النحاس (٣٠٣-٣٠٤) ، وإصلاح المساجد من البدع والعوائد للقاسمي (٩٨) .
٢ هو: محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي أبو حامد فليسوف متصوف صاحب المؤلفات الكثيرة، ولد سنة (٤٥٠هـ) وكانت وفاته سنة (٥٠٥هـ) . انظر: شذرات الذهب (٤/١٠) ، ووفيات الأعيان (٤/٢١٦) .
٣ هو: أبو عمرو تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن بن موسى الكردي الشافعي فقيه محدث حافظ، ولد سنة (٥٧٧هـ) ، وكانت وفاته سنة (٦٣٤هـ) . انظر: طبقات الشافعية (٥/١٣٧) ، =وشذرات الذهب (٥/٢٢١) ، وقد جرت بينه وبين العز بن عبد السلام مساجلة حول تلك الصلاة تبين فيها أن الحق مع العز بن عبد السلام القائل ببدعتها. انظر: مرآة الجنان لليافعي (٤/١٥٥) .

<<  <   >  >>