للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما يشير إلى أن النصارى كانوا يحتفلون بيوم الأحد، حيث قيل إن المائدة نزلت عليهم يوم الأحد غدوة وعشية؛ فلذلك اتخذوه عيداً١.

وكما جاء في الحديث الصحيح أيضاً عن حذيفة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد" ٢.

فدل على أن النصارى يعظمون يوم الأحد، وهو بمنزلة الجمعة عند المسلمين، والسبت عند اليهود.

ومن عاداتهم فيه أن يجتمع في مكان واحد سكانٌ القرى والمدن وتقرأ شروحات الرسل وكتب الأنبياء بقدر ما يسمح به الوقت٣.

أما الأعياد الكبار فهي على النحو التالي:

١ ـ عيد البشارة ويسمى السبار:

ويعنون به بشارة غبريال، وهو جبريل عليه السلام في زعمهم لمريم عليها السلام بميلاد عيسى صلوات الله عليه، ويكون في اليوم التاسع والعشرين من برمهات٤ من شهور القبط، وهو من أعظم الأعياد عندهم٥.


١ انظر: تفسير القرطبي (٦/٣٦٨) ، وروح المعاني للألوسي (٦٢١٧) ، التفسير الكبير للرازي (١٢/١٣٩) .
٢ تقدم تخريجه، ص (٣٠-٣١) .
٣ الوصايا الإلهية العشر للأنبا يوحنا نوير (٥٣) ، وانظر: تفسير الأناجيل المقدسة التي تقرأ في أيام الأحاد والأعياد للأب لويس برسوم الفرنسيسكاني.
٤ برمهات: هو الشهر السابع من شهور القبط، وهي: توت - بابه - هتور - كيهك - طوبه - أمشير - برمهات - برموده - بشنس، يؤنه - أبيب - مسرى - انظر: الخطط للمقريزي (١/٢٧٠-٢٧٣) .
٥ انظر: إنجيل لوقا الإصحاح (١) ، الفقرة (٢٤-٣٦) ، وانظر: أنجيلك نور لحياتي يحوي مواعظ للأحاد والأعياد للأب إلياس كويتر المخلصي (٣/١٣٦١) ، والآثار الباقية للبيروني (٢٩٤) ، والخطط للمقريزي (١/٢٦٤) ، والأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الجائرة للقرافي (٤٠٤) ، وصبح الأعشى للقلقشندي (٢/٤٢٥) ، والأعلام بما في دين النصارى من الأوهام للقرطبي (٤٢٤) ، ونخبة الدهر في عجائب البر والبحر للأنصاري (٢٨٠) .

<<  <   >  >>