للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقدس وطلبت الخشبة التي زعمت النصارى أن المسيح عليه السلام صلب عليها، فحملت إليها فغلفتها بالذهب وحملتها إلى ابنها، فعمل من المساير لجاما لفرسه وعمل صليباً من ذهب، ووضعه على جبهته واتخذ ذلك اليوم عيداً١.

فهذا هو الأصل في عيد الصليب.

وقد كان اتخاذه بعد المسيح والحواريين بأكثر من ثلاثمائة سنة٢. وبالنظر إلى عقيدة النصارى نجد أن الصليب كان مقدساً لديهم قبل عملية الصلب - على زعمهم - حيث جاء في إنجيل لوقا على لسان عيسى عليه السلام: "إذا أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني"٣.

وفي معنى الصليب وتقديسه يقول جورجيا هاركنس: "الصليب هو الرمز المركزي للإيمان المسيحي، ولكن لماذا؟ إن موت يسوع بأيدٍ آثمة أساءوا فهمه وأبغضوا، حقيقة تاريخية، ويسمى التعليم المسيحي عن الصليب بعقيدة الكفارة.. ويجد المسيحيون في الصليب، أنموذج الحياة التي يجب أن يحيوها، كما يستمدون القوة منه لحياة أفضل٤.


١ انظر: مواعظ الآحاد والأعياد للأب الياس كويتر المخلصي (٣/١٠٢٣) ، والآثار الباقية للبيروني (٢٩٦) ، ومروج الذهب للمسعودي (١/٣٢٩-٣٣١) ، ونخبة الدهر للأنصاري (٢٨٢) ، وهداية الحياري لابن القيم (١٧٢-١٧٣) ، وصبح الأعشى للقلقشندي (٢/٤٢٨-٤٢٩) ، والخطط للمقريزي (١/٢٦٦-٢٦٧) .
٢ الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح لابن تيمية (٢/٢٣٠) ، وانظر: إغاثة اللهفان لابن القيم (٢/٢٩٦) .
٣ الإصحاح (٩) ، الفقرة (٣) . وانظر: إنجيل متى الإصحاح (١٦) ، الفقرة (٢٤) .
٤ بماذا يؤمن المسيحيون لجورجيا هاركنس (٦٢-٦٣) .

<<  <   >  >>