للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن يوم الصليب وعقيدة الكفارة التي يزعمها النصارى نتج إحداث أعياد بهذه المناسبة كأعياد الكرنفال١ التي تستمر ثلاثة أيام، وفيها تباح كل الأعراض والحرمات، وأيام الإباحية هذه تبدأ رسمياً من الساعة (١١) من اليوم (١١) من الشهر (١١) من كل سنة مع تفاوت بسيط في مواعيدها بين مدينة وأخرى، وفي أثناء هذه المهرجانات بهذه المناسبة تتعرى النساء من كل شيء تقريباً، فيختلطن بالرجال فتحدث الدعارة الجماعية من ودون أن يعرف كل رجل ما اسم التي يرافقها، وكذلك العكس؛ لأن الجميع يحرص على ارتداء الأقنعة الخاصة بذلك.

وللنصارى في هذا الاحتفال فلسفة خبيثة حقيرة، وهي أن من حق البشر أن يخطئوا؛ لأنهم إذا لم يخطئوا فسيرتفعون إلى مستوى الإلهية، وهذا غير معقول، وإن خطاياهم ستغتفر لهم حتماً؛ لأن المسيح قد دفع الثمن وصلب من أجلهم. وهم يرددون هذه الفلسفة في صحفهم ومجالسهم في كل مكان وزمان٢.

فهذا مثال لما يفعله النصارى في أعيادهم، حيث إن الاحتفال بالأعياد الأخرى على هذا النمط كفر والحاد، وانحلال أخلاق وفساد.

وما تقدم هو أشهر أعياد النصارى وإن كان لهم أعياد ومواسم أخرى تتعلق بالتلاميذ والقديسين.


١ معناه: عيد الرفع، انظر: المورد الصغير لمنير البعلبكي (٢٥) .
٢ انظر: كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم لسعيد حوى (٣٩٥) ، والكشاف الفريد عن معاول الهدم ونقائص التوحيد لخالد محمد الحاج (٢/٢٤٨-٢٤٩) ، وانظر: بالنسبة لتحمل عيسى عليه السلام للخطيئة، كما في زعمهم: مواعظ الآحاد والأعيان للأب الياس كويتر المخلصي (٣/١٠٢٦-١٠٣١) ، والنصرانية والإسلام للطهطاوي (٥١-٦٠) .

<<  <   >  >>