للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدل على ذلك أن من عادات الأكاسرة في هذا اليوم التتويج بالتاج الذي على صورة الشمس وعجلتها الدائرة عليها١. وقيل: إنه ظهر في عهد أفريدون الملك ومعنى هذا الاسم إدراك الثأر؛ وذلك أن أفريدون أخذ بثأر جده، جم شاد من الضحاك فقتله وأعاد المجوسية إلى ما كانت عليه فأتخذ الفرس يوم قتله عيداً، وسموه مهرجان، والمهر الوفاء، وجان سلطان، وكان معناه سلطان الوفاء، وقيل غير ذلك٢.

ومن عادة الفرس في المهرجان، أن يدهن ملكهم بدهن ألبان تبركاً، وكذلك العوام وأن يلبس القصب والوشي٣ ويتوج عليه صورة الشمس وحجلتها الدائرة عليها، ويكون أول ما يدخل عليه المؤبذان٤ بطبق فيه أترجة وقطعة سكر، ونبق، وسفرجل وعناب وتفاح وعنقود عنب أبيض، وسبع طاقات أس قد زمزم عليها، ثم بعد ذلك يدخل الناس على طبقاتهم بمثل ذلك٥.

ومن عقائدهم أن من أكل في يوم المهرجان شيئاً من الرمان وشم ماء الورد دفع عنه آفات كثيرة٦.


١ الآثار الباقية للبيروني (٢٢٢) ، وعجائب المخلوقات للقزويني (٥٣) .
٢ انظر: صبح الأعشى للقلقشندي (٢/٤٢١) ، وبلوغ الأرب للألوسي (١/٣٥١-٣٥٤) .
٣ الوشيء: نوع من الثياب يتكون من عدة ألوان. انظر: اللسان (١٥/٣٩٢) ، والقاموس المحيط (١٧٠) .
٤ المؤبذان: بضم الميم وفتح الباء - فقيه الفرس وحاكم المجوس. انظر: القاموس المحيط (٤٣٣) .
٥ ضبح الأعشى للقلقشندي (٢/٤٢١-٤٢٢) ، وانظر: بلوغ الأرب للألوسي (٢/٣٥٥) .
٦الآثار الباقية للبيروني (٢٢٣) ، وعجائب المخلوقات للقزويني (٥٣) .

<<  <   >  >>