للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وهذا الفعل في البيع من عادات الفرس والمجوس ولعل العرب تأثروا بسبب تلك المخالطة.

ومنها سوق السحر١: وتقوم في النصف من شعبان ويقصدها التجار من البر والبحر، ولم تكن فيها عشور؛ لأنها ليست بأرض مملكة٢.

ومنها عكاظ٣: وهي أشهر أسواق العرب في الجاهلية وأعرقها، ولم تكن مقتصرة على البيع والشراء بل كانت سوق تجارة وسوق سياسة وأدب فيها يخطب كل خطيب مصقع، وفيها علقت القصائد السبع المشهورة افتخاراً بفصاحتها على من يحضر المواسم من شعراء القبائل.

وكان يأتيها قريش وهوازن وسليم وعقيل والمصطلق وطوائف من العرب، فمن كان له أسير سعى في فدائه، ومن له حكومة أرتفع إلى من له الحكومة، وكان الذي يقوم بأمر الحكومة فيها من بني تميم، وكان آخر من قام بها الأقرع ابن حابس، وكانت تقام فيها أشياء لم تكن في أسواق العرب الأخرى، وهي تقام للنصف من ذي القعدة إلى آخر الشهر٤.


١ بكسر أوله وسكون ثانيه، بعده راء مهملة صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن، وهو بين عدن وعمان. انظر: معجم ما استعجم للبكري (٣/٧٨٣) ، ومعجم البلدان لياقوت (٣/٣٢٧) .
٢ الأزمنة والأمكنة للمرزوقي (٢/١٦٣-١٦٤) ، وتاريخ اليعقوبي (١/٢٧٠) ، وبلوغ الأرب للألوسي (١/٢٦٦) .
٣ بضم أوله وفتح ثانيه وبالظاء المعجمة صحراء مستوية لا علم فيها، ولا جبل وهي: من عمل الطائف وعلى بريد منها، وقيل عكاظ نخل في واد بينه وبين الطائف ليلة. انظر: معجم ما استعجم للبكري (٣/٩٥٩) ، ومعجم البلدان (٤/١٤٢) . وقيل: سميت بعكاظ لتعاكظ القوم أي تفاخرهم فيها. انظر: لسان العرب (٧/٤٤٧-٤٤٨) ، مادة "عكظ".
٤ انظر: الأزمنة والأمكنة للمرزوقي (١/١٦٥) ، والآثار الباقية للبيروني (٣٢٨) ، وتاريخ اليعقوبي (١/٢٧٠) ، وصبح الأعشى للققشندي (١/٤١١) .

<<  <   >  >>