بلاغتها، حتى كان كثير من أصحابه يسألونه في غير موطنٍ عن شرح كلامه، وتفسير قوله ...
وأمَّا كلامه المعتاد وفصاحته المعلومة، وجوامع كَلِمِه وحِكَمِه المأثورة، فقد أَلَّفَ الناس فيها الدواوين، وجُمعت في ألفاظها ومعانيها الكتب، ومنها ما لا يُوازى فصاحةً، ولا يُبَارَى بلاغةً ...
إلى ماروته الكافة عن الكافة من مقاماته، ومحاضراته، وخطبه، ومخاطباته، وعهوده مما لا خلاف أنه نزل من ذلك مرتبةً لا يُقاس بها غيره، وحاز فيها سبقاً لا يُقْدَرُ قَدْرُهُ.
وقد جُمعت من كلماته التي لم يُسبق إليها، ولا قَدَرَ أحد أن يُفرغ في قالَبه عليها ... ما يدرك الناظر العجب في مُضَمَّنِها، ويذهب به الفكر في أداني حِكَمِهَا ...
فَجُمِعَ له بذلك صلى الله عليه وسلم قوةُ عارضة البادية وجزالتها، ونصاعةُ ألفاظ الحاضرة، ورونقُ كلامها، إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي الذي لا يحيط بعلمه بَشَريٌّ ". انتهى.