للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الجانب الثالث عشر: الدراسة اللغوية والأدبية في الحديث النبوي]

توطئة:

إنَّ القرآن الكريم هو المصدر الأول لـ "اللغة العربية وآدابها"، والحديث النبوي هو المصدر الثاني لها.

فقد منح الله سبحانه وتعالى نبينا محمَّداً صلى الله عليه وسلم من كمالات الدنيا والآخرة ما لم يمنحه غيره من قبله أو بعده، فمن ذلك كلامه المعتاد، وفصاحته المعلومة.

وكلام النبوة دون كلام الخالق، وفوق كلام فصحاء المخلوقين، فيه جوامع الكلام، ومعجزات البلاغة والفصاحة.

وهو كثير مستفيض، وحصر البليغ من كلام النبوة ممتنعٌ مُعْجِزٌ، لأنَّه كلَّه بليغ فصيح (١) .

قال القاضي عياض بن موسى اليَحْصُبِيّ (٢) رحمه الله تعالى - (ت ٥٤٤هـ) -:

"وأمَّا فصاحة اللسان، وبلاغة القول، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يُجْهَلُ، سلاسة طبع، وبراعة مَنْزَعٍ، وإيجاز مقطعٍ، ونصاعة لفظٍ، وجزالة قولٍ، وصحة معان، وقلَّة تكلُّف، أُوتي جوامع الكَلِمِ، وخُصَّ ببدائع الحِكَم، وعُلِّمَ ألسنة العرب، فكان يخاطب كُلَّ أُمَّةٍ منها بلسانها، ويحاورها بلغتها، ويباريها في مَنْزِعِ


(١) انظر: " لباب الآداب " لأسامة بن منقذ ص ٣٣٠ – ٣٣٤.
(٢) في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى – صلى الله عليه وسلم- " (١/٧٠ – ٨٠) .

<<  <   >  >>