توجهت بعض أنظار أهل العلم - في هذه الفترة الزمنية -، إلى ترتيب أحاديث بعض كتب الحديث الشريف على الكتب والأبواب بعد أن كانت مرتبة في جُلِّها على حسب المسانيد، مما يصعب معه الوصول إلى المطلوب منها، فقرَّبت البعيد، وسَهَّلَت تناول المقصود لكل طالب ومريد.
وكان هناك مقصد آخر، هو حذف المكرر من الحديث فيها.
ولا يظن ظان أنّ هذا الترتيب أمر سهل ميسور لكل أحد، فإنه يحتاج إلى جانب اليقظة والتأني والصبر، إلى فقه ودقة نظر.
وكان رائد هذا اللون من التصنيف - في هذه الفترة الزمنية - الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي رحمه الله تعالى، المتوفى عام (١٣٥٨هـ) ، حيث صنَّف ثلاثة كتب (١) هي:
١ - "الفتح الرباني بترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني".
وصدر عن دار الشهاب في القاهرة، دون تاريخ النشر، (١٢) مج في (٢٤) ج.
٢ - "بدائع المنن في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن".
مطبعة الأنوار، القاهرة، (١٣٦٩هـ) ، (٢) مج.
وقد تضمن (١١٣٥) حديثاً.
(١) وقد قَسَّمَ رحمه الله تعالى موضوعات أحاديث كل كتاب إلى سبعة أقسام كلية هي:١- التوحيد وأصول الدين،٢- الفقه،٣- التفسير،٤- الترغيب،٥- الترهيب،٦- التاريخ، ٧- علامات الساعة. وجعل تحت كل قسم منها ما يناسبه من الكتب والأبواب.