كتاب التصنيف في السنة النبوية

المبحث الثالث: جوانب التصنيف في السنة النبوية وعلومها في الفترة الزمنية (١٣٥١ -١٤٢٤هـ) وذكر أهم ما صنف في كل جانب منها - الجانب التاسع: الفهرسة - ص: 81

[الجانب التاسع: الفهرسة]

توطئة:

ممّا سبق به المسلمون الغرب: العناية بوضع الفهارس والتفنن فيها. وإنّ التنظيم المعجمي بدأ مبكراً جداً، حيث نجد الإمام البخاري - محمد بن إسماعيل (ت٢٥٦هـ) - في كتابيه: " التاريخ الكبير "، و"الضعفاء الصغير"، والإمام النسائي - أحمد بن شعيب (ت ٣٠٣هـ) - في كتابه "الضعفاء" والمتروكين، قد رَتَّبا كتبهم هذه على حروف المعجم.

بل إنَّ الإمام البخاري في " صحيحه (١) "، في كتاب المغازي، باب تسمية مَنْ سُمِّيَ مِنْ أهل بَدْرٍ، قد ذكر أسماء الصحابة على حروف المعجم.

وما عَمَلُ "أطراف الحديث" في نهاية القرن الهجري الأول من قِبَل بعض المحدِّثين (٢) ليستذكر به الأحاديث، إلاّ أحد ألوان الفهارس؛ حيث غدا هذا العمل في القرن الرابع الهجري وما بعده من القرون المتأخرة عِلْماً قائماً بنفسه، وأُلِّفَت فيه تآليف كثيرة (٣) ، كـ "أطراف الصحيحين " لأبي مسعود إبراهيم الدمشقي (ت ٤٠١هـ) ، و"أطراف الكتب الستة " لمحمد بن طاهر المقدسي (ت ٥٠٧هـ) .

ومن شاء أن يقف على مبلغ علماء المسلمين السابقين في التفنن في وضع الفهارس، فلينظر إلى مثل صنيع الإمام ابن الأثير الجَزَري - مبارك بن محمد

---

(١) (٤/١٤٧٦ ـ ١٤٧٧"
(٢) انظر أسماءهم في مقدمة: " فهارس سنن النسائي " للشيخ عبد الفتاح أبوغدة رحمه الله تعالى ص ٢٤-٢٥.
(٣) انظرها في: " الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة " للكتاني ص ١٦٧- ١٧٠.