للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكلمات العربية، وتبدو الصفحة الواحدة عند بعضهم خليطًا عجيبًا من الحروف العربية والأجنبية.

٣-

وتبلغ العزلة ببعضهم أن يتعشق كاتبًا أجنبيًّا، ويتوحَّدُ بأفكاره، فهو يردد اسمه في كل مناسبة، ويشير إليه في كل مرجع، ويصبح في النهاية صدًى له، يود حتى أن يتسمي باسمه لو استطاع.

وهكذا عرفت ثقافتنا العربية المعاصرة من يتعصبون لسوسير حتى أصبح سوسيرًا عربيًّا، ومن يتعصبون لبوشلار حتى أصبح بوشلارًا عربيًّا، ومن يتعصبون لرولان بارت حتى تحول إلى رولان في طبعة عربية.

٤-

وتبدو المصطلحات عند نقاد الحداثة في صورة مربكة، فمصطلح مثل "النقد الجديد" يختلط مع مصطلح "الحداثة"، ومصطلح مثل "الرواية الجديدة" يختلط مع مصطلح مثل "الرواية الضد" ومصطلح مثل "تيار الشعور" يختلط مع مصطلح "الرواية النفسية"، ومصطلح مثل "العبثية" يختلط مع مصطلح مثل "العدمية" و "اللاشيئية" أو حتى "الوجودية"!

٥-

والأعلام أيضًا تتداخل، إن كتَّابًا من القرن التاسع عشر يوضعون في سلة واحدة مع كتاب من القرن العشرين، مع الفارق التاريخي والمنهجي بين كل منهم، وإن كاتبًا مثل كافكا يوضع في التيار العبثي مع صمويل بيكيت دون تبيّن للفارق، وكاتب مثل سارتر ينظر إليه ككاتب طليعي لا يختلف عن يونسكو.

<<  <   >  >>