للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتكون النتيجة أن القارئ لا يعرف شيئًا، وأتحدى أي قارئ أن يخرج من مؤلفات نقاد الحداثة في العالم العربي، بالفارق بين البنيوية وما بعد البنيوية، والحداثة وما بعد الحداثة، والسيميولوجية والتشريحية، والأسلوبية والألسنية، أو يعرف الفروق الدقيقة بين مناهج كل من كافكا وبيكيت وسارتر ويونسكو وفولكنر وألان روب جرييه.

إن القارئ لا يعرف ذلك لسبب بسيط، وهو أن المؤلف نفسه لا يفهم ما يقرأ، هو فقط مأخوذ بالحداثة، يسرع إلى تقديم المصطلحات الأعجمية، والأعلام الأجنبية، ويكتسب بذلك منزلة عند القارئ، وتتسابق الصحف وأجهزة الإعلام إلى التقاط همهمته، فهو يعرف ما لا يعرف الغير، وهو يجيد ثقافة العالم الغربي أكثر مما يجيدها الآخرون، وهو يرطن بلغاتهم، ويتحمس لأفكارهم أكثر مما هم متحمسون.

٧-

ومن الصعب جدا تصنيف أقوال الحداثة في العالم العربي، أو وضعها في سياق منظم ومفهوم، فهي كثيرة، متداخلة ومتضاربة. ولكن -وعن طريق الاستعانة بالمصادر الأصلية التي نقلوا منها- يمكن تصنيف أفكارهم في ثلاث قضايا، وكل قضية تترتب على الأخرى، وذلك على النحو الآتي:

١- موت المؤلف.

٢- النصّية، أو ما يمكن أن نسميه بالتركيز على الشكل، كنتيجة للقضية الأولى.

٣- مشاركة القارئ، كنتيجة للنتيجة.

<<  <   >  >>