وما تكاد ذكرى العبور في حرب رمضان المجيدة تعود، حتى ينطلق الشيوعيون في ترديد مقولات تتحدث عن مساعدة السوفيت الشيوعيين للدول العربية، وعن دور القطاع العام، وعن العلم وأثره في تحقيق العبور إلى الضفة الشرقية من سيناء.
والواقع يؤكد أن السوفييت الشيوعيين كانوا سببًا رئيسًا من أسباب الهزيمة عام ١٩٦٧، وأن الأمر لو كان بيدهم في حرب رمضان ١٣٩٣هـ "أكتوبر ١٩٧٣م" ما سمحوا بها أصلًا، وأن تسليحهم لبعض الجيوش العربية كان تسليحا رديئا، ولولا التعويض بالإيمان والعقيدة الصحيحة ما حقق المقاتلون شيئا، ويكفي أنهم قالوا إن خط بارليف يحتاج إلى قنبلة ذرية لتدميره، وإن عبور الجيش المصري سيكلفه معظم أفراده، ولكن خيب الله ظنهم وظن الشيوعيين العرب.
أما القطاع العام -وهو الشركات التي تملكها الدولة- فقد كان دورها -خصوصًا في مجالات البناء والتشييد- فعالا ومؤثرا، ومنها تلك التي قامت ببناء قواعد الصواريخ تحت وابل القصف الإسرائيلي، لسبب بسيط جدا هو أن الأغلبية الساحقة من كوادر هذه الشركات كانت من المتدينين، ومعظمهم من الذين قضوا في سجون الحاكم التقدمي ومعتقلاته زهرة أعمارهم. لقد تغلبت عقديتهم على كل المخاطر والآلام، واستجابت لداعي الجهاد، فكان هذا التفوق، الذي يقابله انهيار ملحوظ في شركات أخرى بالقطاع العام كانت تعمل على الجبهة الداخلية!
ويظن بعض الشيوعيين العرب أن العلم نقيض الإسلام، والمسألة ليست كما يظنون، فالأبناء المتدينون الذين عبروا، وحاربوا، وهتفوا:"الله أكبر" كانوا من طليعة الشباب المسلم المتعلم المؤهل الذي يعرف حقيقة النداء الإلهي ومغزاه