اللغة وأبنيتها وتراكيبها المتصلة بالتجربة، فلا تبلغ الصورة النثرية حد الشعر ولا تكتسب صفة القصيدة. وقد يفتقد القارئ فيها ما يلتمسه عادة في النثر من بعض مظاهر الفكر.
ويقيني أنه أمام تلك الصلة المقطوعة بين المتلقين وشعراء الحداثة ينبغي للشعراء أن يعيدوا النظر في مفهومهم وفي طبيعة الصلة بين الشاعر وأبناء عصره إذا أريد للشعر أن يصمد أمام الأشكال الأدبية الأخرى وأمام سطوة الفكر العلمي التي تزداد يومًا بعد يوم في هذا المكان.
ومن الملاحظ على هذه المقالة ما يلي:
١- أنها طويلة نوعًا ما، ولذلك نشرت في مجلة شهرية تتيح لقرائها أن يبقوا مع ما ينشر فيها شهرًا كاملًا، قبل أن تصدر لهم عددًا جديدًا.
٢- أنها تناولت قضية أدبية جديرة بالدرس والمناقشة وهي: مسيرة التجديد والتجريب بلا ضوابط في الشعر العربي الحديث, وهي مسيرة تواجه قارئ الشعر بنماذج من طراز غريب عليه، يثير في نفسه كثيرًا من القلق والعجب.
٣- أنها بسطت رأي المؤلف في هذه القضية، وقد أرجع أسبابها إلى:
أ - ارتداد التجربة الشعرية -عند أصحاب التجريب- من الواقع الخارجي إلى الواقع النفسي الباطني.