التي لم أكن أعرف عنها غير اسمها، وأنها بلد فيه بترول، وأن العاملين بها يحضرون معهم قماش بدل "شاركستين" ونظارات "بيرسول"، ولا بد أن يكون أستيك الساعة " فيكس فيلكس".كان قرار السفر حزينًا محبطًا، أقسى شيء يعانيه إنسان الشعور بالظلم في الوطن، وأن تكون أخلصت الحب للصديق، أكثر من استطاعته أن يخلص لك!!
أتأمل الإهداء خلف الصورة، في بساطته يذكرني بالعبارت المحفوظة التي كان يكتبها "أولاد" الإعدادي زمان: كاتب إليك بالقلم الرصاص، علامة المحبة والإخلاص!! يكتب نجيب "إلى الأخ العزيز الأستاذ محمد حسن عبد الله، أهدي صورتي تعبيرًا عما يكنه قلبي من حب ووفاء، وإلى اللقاء، رائحة الفراق تفوح بحدة من "إلى اللقاء" فقد كنت على سفر، لكنها الآن، بعد اثنين وثلاثين عاما تكتسب معنى آخر، فقد سافر نجيب هذه المرة، سبقني، وهأنذا أبادله الحب والوفاء، وأهتف: إلى اللقاء!!
تتداعى الذكريات فلا يطول البحث عن ملابسات اللقاء الأول. كان ذلك مساء الأربعاء ٨ أكتوبر ١٩٥٨، وقد ازدان نادي القصة وفتحت أبوابه على مصارعها في انتظار قدوم العميد الدكتور طه حسين. كان كمال الدين حسين، وزير المعارف، قد تأخر في حلف اليمين الدستورية أمام جمال عبد الناصر وزيرا "مركزيا لمصر وسوريا" وكان محمود تيمور، ومحمد فريد أبو حديد في الصالون تأهبًا لاستقبال القادمين، ويوسف السباعي مثل "أم العروس" فهو أمين عام النادي، أما عبد الحليم عبد الله أبي الروحي فقد كان فخورا بي حقًّا، إذ كنت الفائز الأول ذلك العام، أما نجيب الكيلاني فكانت له جائزة أيضًا.