الإمارات، استقر في دبي طبيبًا بالصحة المدرسية، وفي دبي كان آخر لقاء بيننا، حين دعاني نادي الثقافة والعلوم للمشاركة في موسمه الثقافي بإلقاء محاضرة. تعشيت في منزل نجيب، ورأيت أولاده وقد أصبحوا رجالا، وابنته عزة قد صارت طبيبة وتزوجت طبيبًا، وصار له أحفاد، ودار كبيرة في طنطا، وأكثر من خمسين كتابا.
نجيب الكيلاني أول من اهتم بطرح قضية "الأدب الإسلامي" في كتاب بهذا العنوان، ورؤيته بعيدة تمامًا عن التزمت، إنه لا يطلب في فنون الأدب أن ترتبط بالدعاية، أو الوعظ، إنه يقف تحت شعار:"من ليس علينا فهو معنا"، لا يطلب أكثر من عدم الاستهتار بالقيم، وعدم الإغراق في وصف المشاهد التي تغري بالخطيئة. أما عالمه الروائي، الذي بدأ "بالطريق الطويل" و"في الظلام" التي تحولت إلى فيلم بعنوان: "ليل وقبضان"، وقصصه القصيرة "المصرية": "موعدنا غدا"، "دموع الأمير" وغيرها، فقد اتسعت دائرة اهتمامها، لتتعقب القضية الإسلامية في مواطن أزماتها: عن المسلمين في الاتحاد السوفيتي كتب: "ليالي تركستان"، وعن صراع الإسلام والوثنية في نيجيريا كتب:"عمالقة الشمال"، ثم "عذراء جاكرتا"، ومنذ فترة مبكرة ألف عن الشاعر الإسلامي العالمي "إقبال"، كما أفضى بجانب من حياته الشخصية في "مذكرات طبيب"، وإن يكن كتب عن نفسه مباشرة في "ملامح من حياتي" وهو من جزئين.
يا أخي وصديقي..
هذا دوري..آن أن أقول أنا لك هذه المرة: إلى اللقاء!!