حديثًا: واسمي أقل بكثير من اسم نجيب الكيلاني، كما أنه كان باستطاعته أن يطلب هذا من أشخاص تحددت مواقعهم واستقرت مكانتهم النقدية، حتى وإن كانوا من الشباب في ذلك الوقت، مثل عبد المحسن بدر، وتوفيق حنا، ومحمود أمين العالم، وعباس خضر، وقد أفضيت له بما يعتمل في صدري.
فقال: حتى نجيب محفوظ، لو قصدته في تقديم روايتي سيفعل، ولكن أرى أن يعتمد جيلنا على نفسه، وأن نتقدم معًا، وهكذا أصر، وكتبت تلك الدراسة التي لا تزال تطبع ملحقة بـ "الربيع العاصف"، كلما تكرر نشرها، دون تعديل، وحتى دون إضافة اللقب العلمي الذي وصلني بعد تلك الدراسة بثمانية أعوام! تجري أحداث الربيع العاصف في قريته "شرشابة""محافظة الغربية""ولم أشعر أبدًا بجمال هذا الاسم!! ".
عقب تخرجه في كلية الطب عين طبيبًا لعمال ورش السكة الحديد في "أبي زعبل" حين عرفت، لم أتفاءل. التعليق فرض نفسه: يا نجيب ما كفاك طره، والقلعة، حتى تختم بأبي زعبل!! مع هذا حصل على "فيلا" صغيرة جميلة، قضى فيها مع زوجته وولده حسام "الوحيد في ذلك الوقت" سنة هادئة، واستفاضني فيها مع زوجتي في أسبوع زفافنا يومين: كانا أطيب أيام العسل، وانتهت علاقته بأبي زعبل، بحشد الإخوان مرة أخرى في المعتقلات، صيف ١٩٦٥، كان في زيارتي ليلة القبض عليه، فقد كنت عائدًا في الغد إلى مقر عملي بالكويت، وكان متوجسًا، لم يكن خائفًا، لم أره خائفا أبدا، ولكنه كان يشعر أن صحته لم تعد تحتمل السجن، وكانت آلام المفاصل "في الركبتين خاصة" تعاوده، وسافرت، وهناك عرفت أنه قبض عليه في اليوم التالي!! لم يطل مقامه في السجن، ولا في مصر، عقب الإفراج عنه سافر إلى دولة