وفي مقابل "موت المؤلف" تم تطرح فكرة مشاركة القارئ، فالقارئ هو المسئول وحده عن كشف معميات العمل الفني، وبالتالي فقد استبد هذا القارئ بالساحة وحل محل المؤلف، وأخذ ينتهك النص كي يفسره حسب هواه، وإذا قيل له: إن المؤلف لا يريد ذلك أجاب بأن المؤلف قد مات فيرحمه الله، وأنه -أي القارئ- هو الوريث الشرعي للنص.
من أجل هذا، ومن أجل تحديد المواقع، موقع المؤلف، وموقع النص وموقع القارئ، جاءت هذه الدراسة الجديدة للدكتور عبد الحميد إبراهيم "نقاد الحداثة وموت القارئ"، التي صدرت مؤخرًا في كتاب وقع في ١٦٠ صفحة من القطع المتوسط، عن نادي القصيم الأدبي ببريدة.
وتأتي هذه الدراسة دعوة إلى موت القارئ لكي ينتعش النص، ويمنح إمكاناته بلا تردد ولا حدود، ولكي يلتقي على أرضيته المؤلف والقارئ معًا في حوار، ودون أن يقتات أحدهما على جسد الآخر، ولكن كيف يقوم هذا الحوار مع قارئ ميت؟ إنني كنت أفضل أن تكون دعوة د. عبد الحميد إبراهيم إحياء للمؤلف ودوره في إنشاء النص، بدلا من دعوته إلى موت القارئ. ذلك الحوار الذي لا يقوم إلا بإحياء المؤلف والقارئ معًا، بدلا من الدعوة إلى موتهما، أو موت أحدهما على حساب الآخر.
تنقسم الدراسة إلى شقين: شق نظري؛ يرد فيه المؤلف على الكثير من أفكار النقاد الحداثيين في عالمنا العربي. وشق تطبيقي، على كتاب "الخطيئة والتكفير" للدكتور عبد الله الغذامي، وما ورد فيه من نماذج تطبيقية على شعر حمزة شحاته.