للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رأيه فإن عنوان الكتاب "الخطيئة والتكفير" يحمل مسحة مسيحية أدتا إلى دخول الناقد بفكرة مسبقة يحاول أن يفرضها على أدب حمزة شحاتة، وفي رأي الدكتور عبد الحميد إبراهيم فإن شعر حمزة شحاته يقدم لنا شخصية قلقة، لم تستطع أن تحقق ذاتها، ولم تناضل كثيرًا من أجل هذا التحقيق، فوقعت فريسة الشكوى والمرارة، وبالتالي فهو لم يجد في شعره إشارة صريحة إلى قصة الخطيئة والتكفير التي ذهب إليها الغذامي بعناصرها الست وهي:

آدم "الرجل/ البطل/ البراءة"، حواء "المرأة / الوسيلة/ الإغراء"، الفردوس " المثالي/ الحلم"، الأرض "الانحدار/ العقاب"، التفاحة "الإغراء/ الخطيئة"، إبليس "العدو/ الشر".

وبالتالي فإن الدكتور عبد الحميد إبراهيم يرى تكلفًا في شرح الغذامي للقصائد، حتى يستجيب للرموز التي وضعها، فالقارئ يقرأ الشعر ثم يقرأ شرحًا مخالفًا، إنها أفكار مسبقة عن نموذج عقدي وجداني، يحاول المؤلف أن يفرضه على واقع القصيدة.

وفي رأي الدكتور عبد الحميد إبراهيم أيضًا أن دراسة الغذامي، في شعر شحاتة لم تخلص تمامًا للجوانب الفنية؛ لأنه استطرد في شروح نظرية استبدت بمعظم صفحات كتابه "٣٤٨ صفحة من القطع الكبير"، ولم يتبق منها سوى خمسين صفحة للناحية الجمالية، وهنا تبدو المفارقة فالغذامي منذ الصفحات الأولى يتبنى منهجًا يزعم أنه يتجاهل كل الإسقاطات التي هي

<<  <   >  >>