ولا تخلو المقالة من السجع الحسن غير المتكلف كما في قوله:"هي أدعى إلى الفخر، وأبقى على الدهر".
ومما تميزت به هذه المقالة قوة العاطفة؛ فهي تفيض بالحب للعرب.
وأفكار المقالة مترابطة، وقد أيدها الكاتب بكثير من الحجج والبراهين العقلية، إلا أن الكاتب لم يوفق في الخاتمة حيث جانبه الصواب كثيرًا عندما قال:"وبعد فإن ثقافتنا الحديثة إنما تقوم في روحها على الإسلام والمسيحية، وفي أدبها على الآداب العربية والغربية، وفي علمها على القرائح الأوروبية الخالصة".
وهذا يعد تناقضًا من الكاتب من نفسه؛ لأنه قال قبل عدة أسطر: لا تستطيع مصر الإسلامية إلا أن تكون فصلًا من كتاب المجد العربي لأنها لا تجد مددًا لحيويتها ولا سندًا لقوتها ولا أساسًا لثقافتها إلا في رسالة العرب".
ثم أي ثقافة هذه التي تقوم على دينين في آن واحد؟
والله سبحانه يقول في كتابه الكريم:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
وعن أي مسيحية يتحدث؟
لا أظن أن هناك غير المسيحية المحرفة التي تؤمن بعقيدة التثليث، والعياذ بالله.