للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشكل الأول: قصص الأمثال:

فقد شاعت عند الجاهلين الأمثال، "ويشير كل مثل إلى قصة ضخمة فإذا قيل: "أشأم من البسوس" فيعنون قصة الحرب الدامية بين بكر وتغلب. وإذا قيل: "أوفى من السموءل" أرادوا قصة وفاء السموءل الذي رفض تسليم دروع لغير صاحبها فكانت حياة ابنه ثمنًا لهذا الوفاء. وإذا قيل: "رجع بخفي حنين" أشاروا إلى قصة الإسكاف الحيري الذي ضحك على الأعرابي، وسرق منه بعيره بعد أن ألقى بخفين في طريقه، أحدهما يبعد عن الآخر"١.

وهذه القصص -لا تزال إلى اليوم- تشهد "على ما أنتج خيالهم، وصاغت قريحتهم من قصص ... ترينا جموح خيالهم، وسبحات فكرهم، ونظم حياتهم، وتقلبهم في بلادهم، كما ترينا مختلف طبائعهم وعاداتهم ومعتقداتهم"٢.

الشكل الثاني: القصص الشعري:

من ذلك ما نراه في المعلقات وغيرها من قصائد الشعراء الجاهليين من نحو مقطوعات الأعشى في الملوك والقرون الخالية، وعينية لقيط بين يعمر الإيادي، ومعلقة عمرو بن كلثوم، وشعر امرئ القيس وغيره.

ومن ذلك قول حاتم الطائي في وصف كرم له مع طارق ليلي:


١ د. السيد مرسي أبو ذكري: القصة في الأدب المعاصر، ط١، دار الطباعة الحديثة، القاهرة ١٤٠٨هـ، ١٩٨٨م، ص٣٩، ٤٠.
٢ د. إبراهيم عوضين: في الأدب العربي المعاصر "بتصرف يسير"، ص١٢٠، ١٢١.

<<  <   >  >>