وداعٍ دعا بعد الهدوِّ كأنما ... يقاتل أهوال السرى وتقاتله
دعا يائس شبه الجنون وما به ... جنون ولكن كيد أمر يحاوله
فلما سمعت الصوت أقبلت نحوه ... بصوت كريم الجد حلو شمائله
فأبرزت ناري ثم أثقبت ضوءها ... وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله
وقلت له أهلا وسهلا ومرحبا ... رشدت ولم أقعد إليه أسائله
وقمت إلى برك هجان أعدها ... لوجبة حق نازل أنا فاعله
بأبيض خطت نعله حيث أدركت ... من الأرض لم تخطل عليّ حمائله
فجال قليلا وأتقاني بخيره ... سنامًا وأملاه من النِيِّ كاهله
فخر وظيف العزم في نصف ساقه ... وذاك عقال لا ينشط عاقله١
لقد عرف الأدب العربي إذن فن القصة ساذجًا في العصر الجاهلي في أيام العرب وحروبهم وأمثالهم. وفي العصر العباسي في حكايات "كليلة ودمنة" و"ألف ليلة وليلة" و"مقامات بديع الزمان الهمذاني"، والحريري ثم عرفه قويًّا مكتمل الخصائص في العصر الحديث نتيجة لعوامل النهضة وتطورها، مارًّا بالمراحل الآتية:
٢- القصة في الأدب العربي الحديث:
مرت القصة العربية بثلاث مراحل هي مرحلة الترجمة، ومرحلة التعريب، ومرحلة التأليف.