للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- خير يا "شندويل"..

- أو قولي شرًّا يا ست "أم فكرية".

- قال ذلك في جهامة ظاهرة، وقد تصلبت قامته، فغدت كجذع شجرة عتيقة فنحّت "أم فكرية" الطست قليلا، ومسحت يديها بطرف ردائها وقالت:

- ماذا في الأمر يا "شندويل"؟

فأجابها في صوت مجلجل:

- لقد اعتزمت الرحيل.

فوضعت المرأة يدها على صدرها، وقالت في دهشة:

- أي رحيل تقصد يا "شندويل"؟

- سأرحل يا ستي.. أرض الله واسعة.. بلاد الله لخلق الله..

- كيف تفكر في أن تتركنا؟

- على الرغم مني أفعل.

فصمتت لحظات وهي تتفحصه، فراعها تجهمه وصلابة ملامحه، وما في صوته الرجولي الأجش من عزم وتصميم.. ثم قالت:

- ألم تعد الحياة تروق لك بيننا؟

- لم يعد لي أمل في العيش في هذه الدار.. رحلت عنها الصبايا ولم أظفر بواحدة منهن.

<<  <   >  >>