وإذا أردنا الدقة في دراستنا فإننا نرى أنفسنا ملزمين بتقسيم النص إلى أقسام ثلاثة وذلك حسب الشعور الذي يختلف من قسم إلى آخر فنقول:
١- من بداية القصيدة حتى قوله:
فويل لمن لم تشقه الحيا ... ة من لعنة العدم المنتصر
"البيت رقم ١٨"
نرى الشاعر يدعو شعبه إلى الثورة لكي ينهض من وهدته ويستيقظ من رقدته حاثًّا له على مواجهة الظلم، ويقرر لشعبه أن الذي لا يعمل ولا يجد غير مؤهل للبقاء في الحياة، ثم يذكر للمخاطبين في سبيل دعم أقواله وتوكيدها أن الريح تزأر وتصيح أن الوصول للمعالي يتطلب العمل ومواجهة الشدائد، ثم الأرض التي تحب الطامحين العاملين وتكره المتخاذلين.
ونستطيع أن نجعل العاطفة المسيطرة على هذا المقطع عاطفة: الطموح، أما الألفاظ التي تدل عليها فهي:
أراد، لا بد، دمدمت، طمحت، صعود، عجب، ضجت، قصف.
٢- من البيت رقم ١٩ حتى البيت ٣٤ وهو قوله:
وحالمة بأغاني الطيور ... وعطر الزهور وطعم الثمر
وفي هذا القسم يحكي الشاعر خَلوته بالطبيعة، وانصرافه لها في ليلة خريفية حزينة يخاطب الليل البهيم، ثم يتوجه بخطابه إلى الغاب فيجاوبه بنغمة هادئة رقيقة مبينًا ما يحدثه الشتاء من إطفاء بهجة الأشجار ونور أزهار وفناء الجمال، ولا يبقى سوى الذكريات الجميلة.