للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بألفاظ العقيدة والدين لأن لها من الشرف والقداسة ما يبعدها عن أن ترمى بسوء أو ما يوهم بذلك.

كذلك من الأشياء التي تؤخذ على الشاعر -والظاهر أنها نتيجة لقلة خبرته في الحياة وصغر سنه، ولأثر الثورة البالغ في نفسه، فإننا نرى القصيدة مليئة بالصراخ والصوت المرتفع والجو الثوري الصاخب، والأفكار التي يتصور أنها هي الطريق الموصل للحرية، وهذا وهم منه؛ لأن أساليب الغزو تطورت وتمكن المستعمر من بلاد المسلمين عندما اتخذ صورًا وأشكالًا عميقة، والله المستعان. لا أقول هذا من باب التخذيل لا وربّي، وإنما الواقع يتطلب منا أن نواجهه بواقعية، وتفهم للأحداث، بعيدًا عن العواطف الثائرة؛ لأن وسيلة المواجهة لم تعد مقصورة على المواجهة الحربية، هذا شيء، والشيء الآخر أن الخطب الرنانة والقصائد الملتهبة لم تحقق نصرًا ولن تحقق.

وهناك نواحٍ أسلوبية أشار إليها النقاد في هذه القصيدة، مثل اعتماد الشاعر على الألفاظ التقريرية المباشرة قريبة التناول التي لا تحتاج إلى أعمال ذهن في معرفة المقصود منها. لكن هذا المأخذ قد يغتفر؛ لأنه يخاطب عامة الشعب بكل فئاته: الصغير والكبير، المتعلم وغيره، فاضطر إلى المستوى العام لكنه لم يسف ولم ينزل إلى العامية بل إن ألفاظه قد ركبها في تعبيرات جميلة رصينة مثل: "ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر ... "، "إذا ما طمحت إلى غاية لبست المنى وخلعت الحذر" وأمثالها كثير.

وفي الختام أعلم يقينًا أنني لم أوفِّ الموضوع حقه، وقديمًا قيل:"ما لا يدرك كله لا يترك جلّه"، والحمد لله رب العالمين.

الطالب: مبارك بن سعيد آل زعير.

<<  <   >  >>