عقيدته في العلماء:
يوالي كافة أهل الإسلام وعلمائهم, من أهل الحديث والفقه والتفسير, وأهل الزهد والعبادة, ولا سيما الأئمة الأربعة, ويرى فضلهم وإمامتهم, وأنهم من الفضل والفضائل في غاية ورتبة, يقصر عنها المتطاول ولا يرى إيجاب ما قاله المجتهد إلا بالدليل تقوم به الحجة من الكتاب والسنة, خلافا لغلاة المقلدين وعلى هذا القول أجمعت الأئمة الأربعة وغيرهم, كما حكاه ابن عبد البر رحمه الله.
وإتماما للفائدة أقدم للسائل عقيدة موجزة كتبها الشيخ رحمه الله تعالى:
قال رحمه الله بعد البسملة:
أشهد الله ومن حضرني من الملائكة, وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقده أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته, وكتبه, ورسله, والبعث بعد الموت, والإيمان بالقدر خيره وشره.
ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه, وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل, بل أعتقد أن الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .
فلا أنفي عنه ما وصفه به نفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه, ولا ألحد في أسمائه وآياته, ولا أكيف ولا أمثل صفاته بصفات خلقه, لأنه تعالى لا سمي له ولا كفء ولا ند له, ولا يقاس بخلقه, فإنه سبحانه وتعالى أعلم بنفسه وبغيره, وأصدق قيلا, وأحسن حديثا.
فنزه نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل, وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل, فقال تعالى {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
فالفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى بين القدرية والجبرية.