وهم وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية.
وهم وسط في باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية.
وهم وسط في باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج.
وأعتقد أن القرآن كلام الله, منزل غير مخلوق, منه بدأ وإليه يعود, وأنه تكلم به حقيقة، وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأومن بأن الله فعال لما يريد, ولا يكون شيء إلا بإرادته, ولا يخرج عن مشيئته, وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره, ولا يصدر إلا عن تدبيره, ولا محيد لأحد عن القدر المحدود،, ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور.
وأومن بفتنة القبر ونعيمه, وبإعادة الأرواح إلى الأجساد, فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس, وتنصب الموازين, وتوزن به أعمال العباد {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} .
وتنشر الدواوين, فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله.
وأومن بحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعرصة القيامة, ماؤه أشد بياضا من اللبن, وأحلى من العسل, آنيته عدد نجوم السماء, من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.
وأومن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم, وأومن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم, وأنه أول شافع وأول مشفع. ولا ينكر شفاعة النبي إلا أهل البدع والضلال.
ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضا, كما قال الله تعالى {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} وقال {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِه} وقال تعالى {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} .