للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروجه في أوساط المسلمين, واستحلوا الغناء والاختلاط, واستحلوا التظاهر بالكفر والزندقة زاعمين أن لهم أحوالا وشطحا, وأنه يجب عدم الإنكار عليهم لأنهم مجاذيب أو مشاهدون لحضرة الرب في زعمهم. أ. هـ١.

وأما قولهم: أن الصوفية أناس غلبوا جانب الآخرة على الدنيا, وزهدوا فيها, ولازموا الأذكار والدعوات في الخلوات, وحب الصالحين والتبرك بهم, والاقتداء بهم,.. الخ.

فالجواب: إن ملازمتهم للأذكار والدعوات ليس من الذنب ولا العيب, ولكن تلك الأذكار والدعوات أكثرها مخترعة ومبتدعة, ليس لها من السنة نصيب, كالذكر بالاسم المفرد: الله, الله, أو قولهم: يا هو, يا هو, وكل عبادة لم تكن على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإنها مردودة وغير مقبولة للحديث الصحيح: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. أي مردود عليه غير مقبول.

ودعوى الكرامة تسهل على كل أحد أن يدعيها, ولكن الشأن في تحقيق الشخص الذي تصدر منه تلك الكرامات, الميزان كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في عبادته وكل أحوال حياته, موحدا بالله العظيم, ثم بدت منه بعض الخوارق, فيمكن أن نقول بأنها كرامة.

أما من يشرك بالله, كأن يستغيث بغير الله, أو يذبح لغير الله, أو يطوف بقبر من القبور, أو لا يواظب على الصلاة والعبادات الأخرى, ثم يدعي الكرامة, فهذا دجال كذاب, لا تقبل منه هذه الدعوى وترد عليه


١ من "فضائح الصوفية بتلخيص وتصرف".

<<  <   >  >>