ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل, فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا, ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا, ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد, فإني أنهاكم عن ذلك.
وعن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك". رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم.
شبهته في عبادة المشركين للأصنام
وأما قولهم: إن المشركين كانوا يعبدون أصناما وأحجارا يعتقدون فيهما النفع والضر أو التأثير ونحن لا نقول بذلك، وكان المشركون يكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم منكرين جميع شرائعه ونحن نؤمن بجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الجواب: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما مر غير مرة ومن هنا نعلم أنه لا فرق بين من يدعو صنما أو يدعو نبيا أو وليا، لأن كلمة غير الله شاملة لكل مخلوق لأن الله يخبر عن رسله عندما جاؤوا يدعون أقوامهم {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ، وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وقال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.....} الآية.
وإذا كان المشركون السالفون يعتقدون في أصنامهم ومعبوداتهم من الجن والإنس والملائكة، إنهم يضرون أو ينفعون، وأنها تشفع عند الله ولا يرد شفاعتها وتعددت آلهتهم حتى قالوا {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} فإن الإله في الوضع اللغوي يطلق على كل معبود بحق أو بباطل،